إن فخ العولمة الذي تنصب شراكه هذه الأيام شعاره المصير الواحد للبشرية هدفه إزالة الحواجز الدينية والأخلاقية وتذويب الفروق بين المجتمعات الإنسانية المختلفة وإشاعة القيم المشتركة التي يراد لها أن تجمع البشر بزعمهم وسيادة المال وحرية التجارة عبر الدول والنفاذ إلى المجتمعات بعيدا عن هيمنة حكوماتها فتضعف بذلك السلطات المحلية ويحل محلها سلطات أخرى تنتظم مجموعة الدول التي وقعت في الشراك عبر شركات كبرى تجوب الأرض طولا وعرضا لا تعوقها حدود ولا تضايقها قيود ولا تراعي خصوصيات لبلد
لسان حالها من رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط
إن الوسائل التي عن طريقها تفرض رؤى العولمة هي المؤتمرات والمنظمات الدولية كالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية والمجلس الإقتصادي والإجتماعي ومنظمة الأغذية والزراعة ومنظمة العمل الدولية ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونسكو والمؤتمرات الدولية وغيرها إن المال والإعلام هما السلاحان النافذان في عصر العولمة فمن ملكهما كانت له السيطرة والنفوذ
إن من ملك المال والإعلام هو من سيفرض مفاهيمه وقيمه ومبادئه على الآخرين في عصر العولمة وهو الذي سيحدد المعايير ويدفع الهيئات والمؤسسات نحو ما يريد وسيعمل لتحقيق مصالحه خاصة إن الغرب هو الذي سيبقى مسيطرا في عصر العولمة إلى درجة العمل على إفناء الآخرين وإلغائهم ومن عدى الغرب سيصبح مجرد حشو يمكن توظيفه لصالح المستفيد الأول من العولمة.
وإن من مظاهر العولمة شبكات الإنتر نت القنوات الفضائية والمؤتمرات العالمية
وما تحمله من دسائس على الإسلام والمسلمين و لو أحسن المسلمون استغلالها لقلبوا السحر على الساحر فالعولمة، العدل فيها معدوم، والظلم فيها موجود، والإيمان بها كفر، والسؤال عنها ومعرفتها واجب وحتم.
فعلينا أن لا نستسلم لعولمة عقائدنا وأفكارنا ومناهجنا فهلا تناقشنا بالوسائل التى نواجه بها
خطر العولمة